خاتم الذهب المتناثر
زاهر الجيزاني
كم ابتعدنا عن الطبيعة
ياقطرة الندى يامتعة اليد بالأصابع النحيلة
بالكف الأبيض بخاتم الذهب بالفص الأبيض
الساقط ببياضه وضوئه على
بياض اليد وضوئها
من قطرة الندى المتناثرة على بياض الكف
البياض والضوء متناثران
من الفص الأبيض
على بياض اليد وضوئها
خيط الضوء المتناثر
على الأصابع النحيلة المتناثر
عليها خاتم الذهب
المتناثر من نثار الفص الأبيض
لا تقل مزارعنا
مزارعنا ليست كثيفة
هذا ضباب يعصرنا
ويلولبنا مثل بروانات حديدية
علينا أن نسمع صليل الكؤوس
وصوت الندم
يخرج منا كحجر عملاق
يسحق التيجان والرؤوس ثم يعوّل وينشق
ثم يتكسر
ثم تلتصق العظام
مع بعضها البعض
ثم يجري الدم
في اللحم
(قم قم) ثم يطير
ثم يصعد
مثل الشهب الجوالة
يا قطرة الندى
على عطش الرمان
هذه أشلاؤنا مرتّبة أمام أعين الفوضى
هذه أشلاؤنا تتطاير
في كل اتجاه أمام أعين زائغة
يابنتي
نداؤك يلطّف العاصفة
مرآتك صغيرة وحذاؤك صغير
وكلامنا كله عن المرآة
عن الصورة المطبوعة على المرآة
من يقرأ خطوطها
وذلك العتم في أسفل منحنياتها
حتى توبيخ العادات
هو توبيخ دائم للضعفاء
حتى ذل أعرافنا العلني أمام القوة الغاشمة
الكلام أمام المرآة يظهر محنيا
مثل عجوز يفتش عن أمانه الشخصي
الكلام المخلوس يتكلم خلسة
سريعا مثل الثواني السريعة المسرعة
الكلام قدماه مدببتان ولا رأس له
كأنه جسم فرجال
هل نسأل عن الموت المألوف بيننا
*شاعر عراقي
للعـــــودة للصفحة الرئيسة – العــدد التاسع