السبت، 15 يناير 2011

تكست -العدد االتاسع : أخْتصِرُ النُّزَّهةَ،أنشغِلُ بالغَابةَ - الشاعر طالب عبد العزيز


أخْتصِرُ النُّزَّهةَ،أنشغِلُ بالغَابةَ

طالب عبد العزيز

عندَ عتبةِ المصَّعد،أخذوا حقائبنَا

كنت فرحَة ً،يبتسمُ خازنُ الأمتعة ِ ،

لأنك َ بلا قُبَّعةٍ اليَوم .

ومنْ نافذةِ الحافلةِ حتَّى نهايةِ السَّماءِ

ظلَّ الشجرُ وراءَنا ،

شَجناً أخضرَ ،يصعدُ الشُّرفاتِ، في أيا صُوفيا

وحينَ تأخّرتِ الشَّمسُ ،

في باحةِ مسجدِ (سلطان أحمد)

كنتُ معكَ ،أختصرُ النُّزهة َ..

الشوارعُ التّي شقَّها أهلُ بيزنطةِ ،هيَّ ذاتهُا الّتي

ننهَبها إلى إكِليوسَ الآن ،

السروُّ عالٍ ،على الطريقِ حتّى البحّرِ الذي يركض ُ ..

هي رائحةُ الغُربة ِ ُفي قَميصِك ِ،

وقد ثوى طويلا ًعلى يديكِ، خذلانُ السنواتِ

كانتِ الجبالُ فاقعة ً، وباردة ً جهةُ البّحرِ

كلُّ الجهِّاتِ بحرٌ في اسطنبول

هل وصلنا ؟

تقولينَ ! فأصْمِتُ ، لأنيَّ منشغلٌ بالغابةِ

تُشبهُ الطريقَ إلى بيتنا في أبي الخَصيبِ

لكنّنا، نختلفُ ثانية ً،على الشَّجرةِ

تموتُ ببابِ الفنّدقِ، منذُ أمس ...ِ

على مدخلِ ميدانِ سباقِ الخيلِ، في (سِراج خانة)

على رائحةِ النبَّيذِ القبّرصيّ..

على ارتخاءِ يدكِ بيدي في المقهى

لكنَّني لا أختلفُ على طعمِ الكَرَز ِ

ساعةَ تحينُ شَفتيكِ ،

وحيثُما سِرّتِ باسطنبولِ القديمة ِ

صُحْبةَ آلامكِ، معَ حقيبتك ِ،

على الرَّصيف ِ..

على البُوسفورِ ،يعبثُ بأمواجهِ الأطفالُ

والصَّيادون ..

في جادَّةِ (بيه أغلو)

حيثُ يأخذُ السائحونَ الظلَّ نزُهةً ..

فيأخُذهم ،قريباً من المقَّبرةِ ..

طابورُ العابرينِ من البَّحرِ لآسيا

تحتَ قِبابِ المسَّجدِ السِّت .

ساعةَ الصَّمتِ الشجيَّة داخلَ المِحرابِ ،

وقوفي أمامَ مرآتكِ في الماءِ .

يتراجعُ منَ الوَرّدِ الكثيرُ ،

حينَ تبقينَ صامتة ً..

لا ،ليسَ البوُسفورُ بحراً يهدِرهُ الألم ُ،

شَعْركِ الَّذي يتكررُ في الرِّيحْ .

24- أيلول -2010

*شاعر عراقي

للعـــــودة للصفحة الرئيسة – العــدد التاسع