غِواية ُ الخشب ِ والنّحاس ْ
طالب عبد العزيز
تختصرُ النِّسوة ُ الطريقَ إلى السُّوق ِ
فيخرِقنَّ المقَّهى،بينهن َّ( بائعةُ رسومِ السَلاطين )
وحتَّى يُكمِلُ النَّادِلُ حديثَهُ معك َ
تكونُ الغيَمَّةُ قدْ غطَّتِ الباحَّة َ كلهَّا.
تحتَ الإيوان ِ الَّذي يمَتدُّ،
في الجِوارِ ...
يرتِّبُ البَّاعةُ الثيابَ قصيرةً على المانيكانات
النِّسوةُ بالكتَّان والجينز الأزرق- البّحرُ متوسطٌ هُنا-
والمانيكاناتُ غوايةُ القِماشِ على المطّاط ،
في البازارِ ،بـــ (تقسيم) ،الكل ُّ باعة ٌ، متسوِّقون َ ..
المغَاربةُ يطلِبون َ الشَّايَ بالنَّعناع ِ،
غيرُهم، يفضِّلهُ بالليمونِ والثَّلج .
وفي مقهى النحَّاسينَ ،
المُظاهِرِ لسُوقِ الثيابِ،
النَّادِلُ يُطمّئِنُ يدَهُ ،تضعُ قدح َالشَّايِّ
على الطَّاولة ،
خشبٌ لفظه أمناء ُ المتحف ،صار َ طاولةً
سيوفُ ولاةٍ ،وأذرع ُ فاتحين ،
كتب ٌ ،وصايا ،وفَرماناتُ حَروب ٍ
تزيِّنُ الطَّاولةَ العُثمانيَّة َ ،
اسطنبولُ ،غوايةُ الخشَبِ والنّحاس ِ !
....
تأخَّرتَ ،تبحثُ في حَافِظتك َ ،
عمّا إذا كانَ بمقدُورِهِم، أنْ يكتبُوا اسّمَها
على الطَّاولةِ هذهِ،(بائعةُ رسومِ السلَّاطِين)
فيما ،النادلُ بين الأرائك ِ ،
وسط َ النِّساءِ والمانيكانات
تأخذُه ُ الجادَّة ُ حَذِراً إليك ْ .
26 أيلول 2010
*شاعر عراقي
للعـــــودة للصفحة الرئيسة – العــدد التاسع