العقيد
كارولين فروشه Carolyn Forche
ترجمة عبدالستارعبداللطيف*
كل ما سمعته حقيقي, نعم, كنت في منزله, نعم, زوجته حملت صينية القهوة مع السكر, ابنته كانت تبرد اظافرها, ابنه خرج تلك الامسية. هناك صحف يومية, كلاب أليفة, مسدس على الاريكة الى جانبه. فوق البيت,كان القمر بارجوحته ذات الحبل الاسود. في التلفزيون, عرض للشرطة و كان باللغة الانكليزية . قناني مكسرة حشرت في داخل جدران البيت كله لتجرف ركبة اي انسان عن ساقه او تقطع يديّه شرائط!عند الشباك, مشبكات حديدية كالتي توضع في محلات الخمور... تناولنا العشاء – رقبة خروف, خمرا رائعا. على الطاولة كان جرس ذهبي لمناداة الخادمة.... جلبت الخادمة المانجا الخضراء و الملح و صنفا من الخبز و سُئلت كيف وجدت البلد. اعلان تجاري باللغة الاسبانية ثم مسحت زوجته كل شيء.... و جرى حديث عن الحكم و كيف آل الى الصعوبة.... قال الببغاء في الممر "مرحبــــــا" و امره العقيد "اسكت" ثم دفع العقيد الطاولة و هرع خارجا. رمقني صديقي طالبا مني – بعينيه – "لا تقل شيءً!" رجع العقيد بكيس كالذي ُتحمل فيه الخضار للبيوت ثم دلق على الطاولة, آذان بشرية مقطعة كانصاف الخوخ الجاف! و ما أُجد عبارةاخرى الاّ بهذا الوصف.أخذ واحدة بكلتا يديه, هزّها امام ناظرينا. أسقطها في كاس ماء. دبت فيها الحياة...."لقد تعبت من هذا التهريج", هذا ما قاله..."اما بالنسبة للحقوق- حقوق اي فرد, قولوا لشعبكم ُطزّ فيهم" و بيد واحد مسح الاذان بالارض و رفع , باليد الاخرى, الكأس الاخيرة, من النبيذ , عاليا في الهواء. "أ تريدون شيءً لشِعركم, ل...لا؟" هذا ما قاله! إلتقطت بعض الاذان –و هي على الارض- بحات صوته و التصقت بعض الاذان – وهي على الارض – بالارض!
*اكاديمي عراقي
للعـــــودة للصفحة الرئيسة – العــدد التاسع