السبت، 15 يناير 2011

تكست -العدد االتاسع : الأبواب - الشاعر طالب عبد العزيز


الأبواب

طالب عبد العزيز



بوحٌ غامضٌ في الأبوابِ الموارَبة

الأبوابُ التي تنفتحُ ساعةً من النَّهار

لحظةً من الليلِ ،ليدخلَ أحدٌ ما

ثم يتوارى ...

الخشبُ والحديدُ مِظنَّةُ الأقفال والمزاليجِ

أفكّر بلحظةِ الانتصافِ بينَ الفتحِ والغَلقِ ،

ساعةَ دخولِ هذا،

ساعةَ خروجِ هذه ،

بالدَّهشةِ انتظرتْ طويلا ً،

بالعينِ تدورُ في مِحجَرِها،ثم تُغمَضُ

بصوتِ القبّلةِ ، تنفجِرُ حمراءَ على المرآة ..

باليدينِ ترتجفانِ على الأزرار

بسلاسلِ الثيابِ الطِوال

تنزلقُ سالبةً إلى النهاياتِ ،

حيثُ لا حدَّ هناك .

أفكّر بالذين يغادرونَ في الفَجَّرِ

وما هُم بعمالٍ في المِيناءِ

ينسلَّونَ خِفافاً ،من الأغطيةِ ،

لا وقعَ لأسرِارهِمْ ، وما هُم بِعَسس ...

ويتوارُون ..

بالذينَ لم يغادروا بعدْ،

وقدْ غَلبهمُ الأملُ بالظَّلام ..

أرادوا أنْ يُصعِّدوا اللحظة َ ،وقد أُجهِدُوا

كأنهم آخرُ عِناق ٍطويل

آخر ُ عربتين على سِكَّةِ الانتظار ..

أفكّر بليلهِم الّذي انقّضى قصيراً

بالشَّمسِ عارية ً،

تتسلقُ النوافذَ معَ اللَّبلابِ و السّتائرِ

بسيّارةِ المدرسّةِ ،مَضتْ تغرغِرُ على الإسفِلت ِ،

مصابيحُها تُومِضُ وتنطفئُ

وراءَ المتُعجّلينَ على درّاجاتِ الهواءْ

هذه الأبوابُ تنفتِحُ ساعةً من النَّهارِ

أو تنغَلقُ لحظةً منِ اللَّيلِ ..

فينا مَنْ يتعمَّدُ تركها مُوارَبةً دائماً .

15-11-2010

*شاعر عراقي

للعـــــودة للصفحة الرئيسة – العــدد التاسع