صورةُ العائلِة
طالب عبد العزيز
الّذي أبحرَ من الفاوِ إلى مَلقَةَ ،قبلَ
ثلاثمائةِ سنةٍ ، جَدّي لأبي
والّذي تمزَقتْ غيمتُه في عَدَنٍ ،
وماتَ عُقابُه ُهناكَ
هوَ عمّي الثالثُ عشرْ
أمّي التي حَملها أبي في سَفينتهِ ،
مِنْ لاهُور
هيَ التي فقدتْ قِرطها على الطَّريقِ
قبلَ أنْ تمَوُتَ
في عبَّادان..
واللّذان أرْخَيا الحَبلَ ،
فانخْرَطَ حارَّاً، بينَ أيديهِما
أخي وأبنُ خالِه ..
الحبلُ انسحبَ طويلاً
على الماءِ ،القواقعُ والنّجومُ
تعْلقُ، إلى الآنِ به ِ
جدّي لأمّي وبحّارُه العُمانيّ
هُما مَنْ تُزيِّنُ صورتُهما
دارةَ الضُّيوفِ ،بمنزلِنا على النَّهرِ
أمّا الّذي يقفُ في الظِّلِ
يُجاهِدُ ألا يسقطَ تمثالهُ ُ،
يُومِئُ لليمام الصّاعدِ والسَّنادين
فهوَ أنا ..
قبلَ مائةِ عامٍ
مُقلِّداً حركةَ يدِ أبي الرّاعِشةِ
يده التي رمت الكثير من الشباك
قبلَ أنْ تنغلقَ على صَدرهِ
الّذي يضيقُ اليَوم ْ.
7-5-2010
*شاعر عراقي
للعـــــودة للصفحة الرئيسة – العــدد التاسع